"أبيَّن زيــــــن و أشوِش الوااادَع .. أبيَّن زين أبيَّن "
هكذا سمعتها تنادي ، فالتفت حولي أبحث عن مصدر الصوت ككتكوت ضل طريقه حتى لمحتها تسير بحذاي على الرصيف المقابل .. غجرية كانت ، بجبين يلمع كالذهب و عيون سوداء كحيلة ، بجلباب أسود و وشاح من نفس اللون يتهدل من أعلى رأسها فيداعب أسفلت الشارع ، تحمل صُرّة قماشية صغيرة في يدها ، و ترتدي زوج من الحلقان الدائرية الكبيرة في أذنيها و آخر صغير في طرف أنفها و أسورة ذهبية واحدة في ساعدها الأيمن تتأرجح ، و خلخال ذهبي يلمع في ساقها و يصدر صوتًا خاقتَا أشبه بالصاجات ، أما وقعه على المسمع فألذ من السحر .. فكرت سريعًا هل أذهب لأعرف طالعي أو أتأكد إن كنت ما أفعله و أختاره هو الأصوب و الأصلح لي؟ أم أن هذا كله هراء و كلام فارغ و لا أصل له و لا مدلول مع تلك الغجرية ذات البشرة الخمرية؟ ربما ستقول لي كلام عائم فأرتبه و أنمقه ليتناسب مع حالي لأظن أن تلك الذهبية تسمع من الودع -حقًا- طالعًا تنقله لي .. حتمًا ستخبرني أن أمامي عدة طرق و أنه عليّ اختيار الأقرب لقلبي و لا أكترث لما سيقوله الآخرون فإن ثرثرتهم لن تجدي ، بالطبع .. فكل الفتيات لديهن قصص متشابهة تتعد فيها الطرق و المفارق فتحترن و تسهدن الليالي تضفرن شعورهن إلى جدائل طويلة و تذرفن عددًا لا بأس به من الدموع الحارّة .. خبيرة هي بحال العذارى و هذا -على الأرجح- هو سر مهنتها .. و برغم كشفي لزيفها فقد كنتُ أحتاج تلك الحسناء الخبيرة بحال الفتيات لتقول لي ما تحفظه من الكلام حتى و إن كان دجلًا ، كنتُ أحتاج لطبطبة يدٍ غريبة أو لفضفضةٍ لمرة واحدة مع من لا يعرف عن عالمي شيئًا ، الفكرة أراحتني كثيرًا و راقت لي ،فعاهدت نفسي بأن لا أصدق ما ستزعم أن الودع "وشوشها" به ، أخذت شهيقًا عميقًا و نظرت يمينًا و يسارًا تأهبًا لعبور الشارع و ما أن وصلت فرفعت رأسي بحثًا عنها ، لم أجد لها أثرًا ، كأنما فص ملح ذاب .. هل استغرق تفكيري طويلًا حتى تغيب؟ أم أنها كانت من صنع خيالي لمجرد احتياجي لها؟
أعلم .. أعلم أني أحتاج زيارة طبيب مختص .. أو ربما حضن مُشفق.
هكذا سمعتها تنادي ، فالتفت حولي أبحث عن مصدر الصوت ككتكوت ضل طريقه حتى لمحتها تسير بحذاي على الرصيف المقابل .. غجرية كانت ، بجبين يلمع كالذهب و عيون سوداء كحيلة ، بجلباب أسود و وشاح من نفس اللون يتهدل من أعلى رأسها فيداعب أسفلت الشارع ، تحمل صُرّة قماشية صغيرة في يدها ، و ترتدي زوج من الحلقان الدائرية الكبيرة في أذنيها و آخر صغير في طرف أنفها و أسورة ذهبية واحدة في ساعدها الأيمن تتأرجح ، و خلخال ذهبي يلمع في ساقها و يصدر صوتًا خاقتَا أشبه بالصاجات ، أما وقعه على المسمع فألذ من السحر .. فكرت سريعًا هل أذهب لأعرف طالعي أو أتأكد إن كنت ما أفعله و أختاره هو الأصوب و الأصلح لي؟ أم أن هذا كله هراء و كلام فارغ و لا أصل له و لا مدلول مع تلك الغجرية ذات البشرة الخمرية؟ ربما ستقول لي كلام عائم فأرتبه و أنمقه ليتناسب مع حالي لأظن أن تلك الذهبية تسمع من الودع -حقًا- طالعًا تنقله لي .. حتمًا ستخبرني أن أمامي عدة طرق و أنه عليّ اختيار الأقرب لقلبي و لا أكترث لما سيقوله الآخرون فإن ثرثرتهم لن تجدي ، بالطبع .. فكل الفتيات لديهن قصص متشابهة تتعد فيها الطرق و المفارق فتحترن و تسهدن الليالي تضفرن شعورهن إلى جدائل طويلة و تذرفن عددًا لا بأس به من الدموع الحارّة .. خبيرة هي بحال العذارى و هذا -على الأرجح- هو سر مهنتها .. و برغم كشفي لزيفها فقد كنتُ أحتاج تلك الحسناء الخبيرة بحال الفتيات لتقول لي ما تحفظه من الكلام حتى و إن كان دجلًا ، كنتُ أحتاج لطبطبة يدٍ غريبة أو لفضفضةٍ لمرة واحدة مع من لا يعرف عن عالمي شيئًا ، الفكرة أراحتني كثيرًا و راقت لي ،فعاهدت نفسي بأن لا أصدق ما ستزعم أن الودع "وشوشها" به ، أخذت شهيقًا عميقًا و نظرت يمينًا و يسارًا تأهبًا لعبور الشارع و ما أن وصلت فرفعت رأسي بحثًا عنها ، لم أجد لها أثرًا ، كأنما فص ملح ذاب .. هل استغرق تفكيري طويلًا حتى تغيب؟ أم أنها كانت من صنع خيالي لمجرد احتياجي لها؟
أعلم .. أعلم أني أحتاج زيارة طبيب مختص .. أو ربما حضن مُشفق.