الاثنين، 14 مارس 2011
أحذية منبوذة
لأني لا أحب الراحة أو (الأنتخة) و لو في يوم الأجازة ، بحثت عن شئ أفعله ،أصنعه ، أو أصلحه .. فتذكرت أن (الجزِّامة) تحوي ركن الأحذية المنبوذة .. و ليس لها ذنب في أنها منبوذة سوى حبي لها و الذي نتج عنه كثرة الاستخدام و التي أدت في النهاية الى تلف بسيط يحتاج الى إصلاحات يدوية منزلية .
ارتديت المريح من الملبس و المنعل و ربطت شعري بغطاء قطني خفيف و ملوِّن ، و ذهبت
الى (عمو حلمي بتاع الحدايد و البويات) لأشتري أنبوب غراء لأصلح به أحذيتي
فعندما طلبته، رد عليّ بالسؤال المعتاد .. " عايزاه عادي ولا مستورد ؟ " و عندما (استهبلت) و سألته عن الفرق - و أنا أتوقع الاجابة - ، أجاب : " المستورد أشد و انضف ، انما غالي شوية
" و بلا تفكير طلبت المستورد ، وضعه لي في كيس صغير ، شكرته و خرجت .
و في طريق عودتي إلى المنزل أَخَذَت بعض الكَلمات تَتَرَدد في ذهني .. إصلاح شئ تالف .. لصق .. غراء .. مستورد .. أنضف .. غالي ..
لم كل ذلك التعقيد ؟! ، تذكرت أيام طفولتي عندما كنت أصنع الغراء في (طاسة) بخليط من
(النشا و الميِّة) لأصنع عرائس ورقية أو اصلح ( توكة شعر)
ثم ضحكت في خجل عندما تذكرت كم كنت طفلة (فزلوكة) و أعرف كيف أوازن بين كمية
الماء و النشاء لصنع غراء لزج أو غراء أخف و أكثر سيولة - حسب الاستخدام-
أيامها كانت حياتي بلا تعقيد و أكثر سهولة و بساطة .. عكس ما أنا عليه اليوم ، فتلاشت الضحكة و أنا أصعد درج مدخل عمارتنا ، ثم عادت فملأت ثغري عندما تذكرت أني عدت لأصلح الأحذية المنبوذة .. فهل عادت بسمتي لأني سأستخدم يداي و استغل ما رزقني الله به من قدرات في التشكيل؟ أم لأنني سأردتي أحذيتي التي أحبها و حُرِمْت منها (الكام شهر اللي فاتوا ؟)
أكتوبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق